“الإحياء والتجديد” تدشِّن عملها الطلابي في الجامعات السودانيَّة

أقامت مجموعة الإحياء والتجديد الثقافيَّة السودانيَّة فعالية تدشين عملها الطلابي بالجامعات السودانيَّة في جامعة الخرطوم ظهر الثلاثاء 21/2/2018 بقاعة البروفيسور عبد الله الطيب.وجاءت الفعالية تحت عنوان دواعي الإحياء والتجديد ومرتكزاتها تحدّث فيها عن دواعي الإحياء والتجديد الأستاذ هشام أحمد شمس الدين، وطرح الأسباب الداعية إلى قيام المجموعة من شيوع أنماط تديّن عدّة كان لها الإسهام المباشر في تقهقر الحضارة الإسلاميَّة؛ مبينًا أنَّ المجموعة تتبنَّى نمطًا بديلًا وأصيلًا أوثق صلة بالقرآن وسنته من غيره من الأنماط الشائعة في الساحة، كما تحدّث عن مظاهر العلمنة والخضوع للضغط الحداثي الذي ولّد بدوره تشوّهات في مجتمعاتنا وجعلها مستباحة ذهنيًا وثقافيًا فضلا عن الاستباحة الماديّة والحضاريَّة.

وعن مرتكزات المجموعة ومنهجها تحدّث الأستاذ المقداد محمد الهجان، مبيّنًا أنَّ منهج المجموعة يقوم على اعتبار الوحي الإلهي في صيغته القرآنيَّة مرجعًا معرفيًا أوليًا له القدح المعلى في تفصيل شأن الإنسان والنظر وإعادة النظر للبتّ في كل ما يخصّه من اجتماع وسياسة واقتصاد ومعرفة وأدب وأخلاق وفنون وكل ما هو معني بالإنسان من حيث هو، كما يقوم المنهج على النظر العقلي في العالم والخبرة العقلية، لكنها خبرة مستهدية بالوحي الإلهي تدبّرًا وتأمّلًا وسعيًا وتطبيقًا، إضافة للركيزة الثالثة في المنهج وهو الشقّ العملي المتعلِّق بتطبيقات تلك الأفكار المستقاة من الوحي الإلهي بخبرة العقل المستهدي به لتحتلّ مكانها في صفحة الواقع بوصفها شقًّا عمليًا للتأسيس النظري الآنف.
وتحدَّث الأستاذ زهير هاشم طه عن تاريخ المجموعة وظروف نشأتها ومراحل تطورها منذ لحظة (منتدى ابن رشد المعرفي) مرورا بــ(منبر أهل الرأي) وانتهاء بالإحياء والتجديد وبين أنه من سمات تلك المجموعة أنها تطور نفسها وأفكارها بالنقد والمراجعة ولا تقف عند قوالب تنظيميَّة جامدة حتى لا تتخلَّف عن حركة التاريخ وسنن الله المتقلّبة وبين مساقات أنشطة المجموعة المنتظمة على هيئة دوائر بحثيَّة متخصِّصة مثل دائرة الفكر الإسلامي والتي تشتغل على الفكر الإسلامي بعمومه ولها مشاريع عملية تحت التنفيذ مثل مشروع ( تجديد علم الكلام الإسلامي) ومشروع ( إعادة تدوين الحديث النبوي الشريف)، كما هنالك دائرة مختصة بالمعرفة ومصادرها واستعادة الوحي بوصفه مصدرًا أصيلا من مصادر المعرفة، كما تهتمّ بمسألة إصلاح مناهج التعليم صوب رؤية توحيديَّة متجاوزة للرؤية الماديَّة السائدة، كما تحدَّث عن دائرة الاقتصاد ومنبرها؛ منبر عمران الدوري، ودائرة الفنون، ودائرة القانون، ودائرة السياسة والشأن العام.

بعد مداخلات ثرَّة من قبل الطلاب الحاضرين الذين أبدوا ترحيبهم بالمجموعة في الوسط الجامعي ورغبتهم في التلاقح الفكري بينهم وبين المجموعة تولى الدكتور: محمد المجذوب التعليق على مداخلات الطلاب، موضحًا بعض ما عرض في عجالة حول طبيعة عمل المجموعة ومنهجها وغاياتها، وأنها تنطلق من الوحي الإلهي وسنته المبينة مع الرسول الكريم الذي نصب القدوة والأسوة للمؤمنين لفهم الكتاب وتبصّر الواقع الإنساني والتعامل معه، وبيَّن أن منهج المجموعة يتعامل مع سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلّم بوصفها امتداد عملي للقرآن في صفحة الواقع؛ لذلك فهي لا تخالفه ولا تعارضه، فضلًا عن أن تنسخه أو تصادمه، ومن ثم فإن ذلك يقتضي أن كل ما لحق بالسنة من مرويّات مخالفة للقرآن فهي مردودة على منتحلها والرسول صلى الله عليه وسلم منها براء، وتحدث عن مستويات هداية التجربة الإنسانيَّة والخبرة البشريَّة التي لا تستطيع بحسبه أن تقارب عوالم الغيب الخفي أو حتى الأحوال الإنسانيّة المتعلِّقة بحياة الاإسان ومجتمعاته تلك التي يحتاج فيها الإنسان للهداية السماويّة ودور الدين والرسول والرسالة.

واختتم الدكتور محمد المجذوب الفعاليّة داعيًا الطلاب وجميع الحاضرين للإسهام في مشروع الإحياء والتجديد، من أجل تحقيق نهضة الأمة الإسلاميَّة بل الإنسانيَّة جمعاء التي في وقت أشد ما تكون في حاجة إلى الهداية السماويَّة لحلحلة معضلاتها ومجابهة تعقيدات حاضرها.
وبهذا تكون المجموعة قد افتتحت مسارًا جديدًا من العمل الطلابي؛ والذي ستوالي فيه زياراتها لكافة الجامعات السودانيّة وتقيم المنابر في سوحها مبادلة الحجّة بالحجّة ارتقاء ببيئة النشاط الطلابي وانفتاحًا على آفاق متعدِّدة ومفتوحة، داعية إلى تبني الرؤية التوحيديَّة الإسلاميَّة للنظر في شأن الإنسان وإصلاح عالمه.