عمّان- أقامت الرابطة العربيَّة للتربويّين التنويريّين، الثلاثاء ٢٤نيسان 2018، في مقرّ الرابطة بالعاصمة الأردنيَّة عمّان، ندوة حواريَّة للدكتور محمد شحرور تناول فيها مفهوم الدولة المدنيَّة التي أسَّسها النبي عليه الصلاة والسلام وكانت بدايةً للحكم المدني البشري، كما تناول أسس منهجيّته في تأويل النص ونتائجها عند تطبيقها على بعض القضايا الجدليَّة التي تخصُّ الفكر الديني المجتمعي.
افتتح الندوة الأستاذ عبيدة فرج الله الرئيس التنفيذي للرابطة؛ معرّفاً بالمفكّر السوري، ومستعرضاً سيرته العلميَّة وإنجازاته، ثمَّ قام الدكتورشحرور بعرض قراءته المعاصرة للنص، والتي تمكّن من الوصول إليها بالاعتماد على اللسانيّات الحديثة والأرضيَّة المعرفية المعاصرة. وقد حوت هذه اللمحة الأسس التي تقوم عليها منهجيته التي تتألف من المنهج اللغوي والمنهج الفكري المتّبع في التعامل مع التنزيل الحكيم، وهي عبارة عن نقاط تشمل محاور: الإيمانيات، والأوّليّات، واللغويّات، والمنهج الفكري، وأسس التشريع المعاصر.
وأشار الدكتور شحرور إلى أنه قام بتطبيق المنهجية التي توصّل إليها في كتبه منذ العام 1990 بدءا بكتاب “الكتاب والقرآن، والذي ألحقه بمجموعةٍ من الكتب أهمّها: “الدولة والمجتمع”، “الإسلام والإيمان”، “فقه المرأة”، “تجفيف منابع الإرهاب”، “القصص القرآني” بجزأيه الأول والثاني، “السنّة الرسولية والسنّة النبوية”، “الدين والسلطة”، و”أمّ الكتاب وتفصيلها”.
كما شدَّد على أنَّ قراءته المعاصرة للرسالة المحمّدية التي وردت بين دفّتي المصحف جاءت من منطلق كونها خاتم الرسالات، وعلى أساس أن الخطاب الإلهي الذي جاء فيها يستوعب كلّ المستويات الإنسانية، بحيث جاء مستوعباً لمستوى الأوّلين الذين قرؤوه بعيونهم وبمستوى معارفهم، وجاء مستوعباً لمستوانا، وبالتالي علينا أن نقرأه بعيوننا وبمستوى معارفنا، كما جاء مستوعباً لمستويات مَن بعدنا من الأجيال الذين يجب عليهم أن يقرؤوه بعيونهم وبمختلف مستوياتهم المعرفيَّة، وهذا يؤكّد مصداقية الرسالة المحمّدية على أنّها رسالة إلهية وأنّها الخاتم وصالحة لكلّ زمان ومكان، إذ لا يمكن أن تكون صلاحيتها إلى يوم الدين إلّا بهذه الصورة.
في نهاية الندوة التي حضرها عدد كبير من الشباب والمهتمّين والفاعلين في مجال التنوير الديني، أجاب الدكتور محمد شحرور على أسئلة الحضور واستفساراتهم.