fbpx

المقراني يدعو إلى رؤيّة لا عنفيَّة إسلاميَّة في جلسةٍ حواريّة بالرابطة العربيّة للتربويّين التنويريّين

عمّان- استضافت الرابطة العربيَّة للتربويّين التنويريّين، الإثنين 16 يوليو/ تموز 2018، في مقرّها بالعاصمة الأردنيَّة عمّان، جلسة حواريَّة مع المفكِّر الدكتور عدنان المقراني أستاذ الدراسات الإسلاميَّة والعلاقات الإسلاميَّة المسيحيَّة في الجامعة البابويَّة في روما تحت عنوان ” نحو رؤية لاعنفيَّة إسلاميَّة”.

افتتح الجلسة الدكتور عامر الحافي المفكِّر الأردني وأستاذ الأديان المشارك في جامعة آل البيت والمستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية، معرّفاً بالمفكّر التونسي، ومستعرضاً سيرته العلميَّة وإنجازاته، ثمَّ عرض الدكتور المقراني رؤيته اللاإكراهيّة مستنداً إلى ثلاث مقاربات؛ فلسفيَّة ونصيَّة وتاريخيَّة، مشيرا إلى انشغاله بالعمل على هذا المحور المهمّ  وقد ضمّنه في كتاب سوف يصدر خلال العام المقبل، ولافتاً إلى أن هذه الجلسة الحواريّة تأتي ضمن الجهود المشتركة مع الرابطة العربيّة للتربويّين التنويريّين في تحويل الانشغالات البحثيّة والفكريّة إلى مشاريع عمليّة مؤثّرة على أرض الواقع.
وفي الجانب الفلسفي الذي يتعلّق بوظيفة الدين وماهيته ودوره،أكّد المقراني أهميّة هذا الجانب في التأسيس لوظيفة الأديان وتحديد نوع  المخرجات التي تبني مشروعها عليها، منطلقًا من تعريفه لوظيفة الدين الدينيّة هي تحرير الذات من الأنا؛ بانفتاح الإنسان على الله وعلى الإنسان.
وضمن محور المقاربة النصيّة التي تشمل الجانبين النظري والسردي، أشار المفكّر التونسي إلى قضيّة الجانب التفسيري للنص (المحكم والمتشابه) والأثر السلبي الذي يحدثه اعتماد نظرة تفسيريّة ثابتة في ظل التغيّرات الحياتيّة بوجود عامل الزمن. كما أسهب في تناول الجانب النظري النصّي لافتاً إلى أن مفهوم اللاإكراه مكوّن أساسي في توليفة الدين، بحيث لا يكون الدين إلا لا إكراهيّاً، وإلى أنّ الرحمة معيار المعايير ومبدأ المبادئ في الدين؛ ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)/الأنعام 54، و (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107.
أمّا في الجانب السردي أو القصصي النصّي فقد تناول المقراني بعض قصص القرآن التي توجّه نحو الخيار اللاعنفي في الحياة حيث أنّ أصعب ما يفرزه العنف هو أن يفرض عليك منطقه، ومثَّل بالتحليل قصّة ابني آدم قابيل وهابيل في القرآن الكريم ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) المائدة 28، وقصّة يوسف عليه السلام، وقصّة سليمان عليه السلام وملكة سبأ، لافتاً إلى أهمّيّة اعتماد النصّ السردي بوصفه جزءاً لا يتجزّأ من مصادر العقيدة والتشريع.

وفي محور المقاربة التاريخيّة للدين اللإكراهي – بتعبير أستاذ الدراسات الإسلاميَّة والعلاقات الإسلاميَّة المسيحيَّة في الجامعة البابويَّة- أكّد  المقراني على أهمّيّة فهم السيرة النبويّة والظروف التي أدّت إلى خيار الحرب، وخلص إلى محوريَّة عهد الحديبيّة بوصفه مرحلة كسر الدائرة العنفيّة، إذ استطاع النبي محمد عليه السلام استثماره لحلّ التحالف ودخول مكّة بشكل سلمي، وهو الأمر الذي يحيل إلى سؤال الحرب أو نظريّته التي انكبّ عليها مجموعة من الباحثين، لافتاً إلى أنّ دراسة الحرب تاريخيّاً تضعنا أمام مقارنة بين الماضي والحاضر؛ إذ كانت الحرب سابقاً مرتبطة بقيمة الفروسيّة التي تنازلت عنها في وقتنا الحاضر لصالح اللاقيم.
وضمن هذا السياق التاريخي استعرض الدكتور عدنان عدداً من تجارب روّاد ومعتنقي مبدأ اللاعنف عند شعوب العالم، وأشار في عجالة إلى الجهود البحثيّة في تدارس وتحليل موضوعة اللاعنف والتي تصدّرت المشهد منذ بداية القرن العشرين تحت إلحاح الحاجة البشريّة.
الجلسة الحواريّة التي حضرها الأستاذ عبيدة فرج الله الرئيس التنفيذي للرابطة العربيّة للتربويّين التنويريّين وفريق العمل وعدد من المهتمّين، شهدت نقاشاً موسّعاً حول الرؤيّة اللاعنفيّة الإسلاميّة، تدارس فيه الحضور تحويل هذه المادة النظريّة إلى مشروعات فاعلة ومؤثّرة، وأجاب خلالها المفكّر التونسي عن استفساراتهم.
يجدر بالذكر، أنّ الدكتور عدنان المقراني من مواليد تونس سنة 1966،ويعمل أستاذاً في الدراسات الإسلاميّة والعلاقات الإسلاميّة المسيحيَّة لدى الجامعة البابويّة الغريغوريَّة في روما، ولدى المعهد البابوي للدراسات العربيَّة والإسلاميَّة في روما (إيطاليا)، حيث يقيم منذ حوالي خمسة عشر عاما.
وهو حائز على الدكتوراه في أصول الدين من جامعة الزيتونة في تونس، والدكتوراه في العلاقات الإسلاميَّة المسيحيَّة من المعهد البابوي للدراسات العربيَّة والإسلاميَّة، وقد رفد المكتبة العربيّة بعددٍ من الإصدارات أهمّها: تأمّلات مريميَّة (2001)، نقد الأديان عند ابن حزم الأندلسي (2008)، نظرات المسيحيّين اللبنانيّين للعلاقات الإسلاميَّة المسيحيَّة (2009)، قراءة القرآن في روما (2010).

اترك تعليقاً

تويتر
فعاليات قادمة
مارس

أبريل 2024

مايو
سب
اح
اث
ثل
ار
خ
ج
30
31
1
2
3
4
5
فعاليات في أبريل

1

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

2

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

3

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

4

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

5

لا يوجد فعاليات
6
7
8
9
10
11
12
فعاليات في أبريل

6

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

7

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

8

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

9

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

10

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

11

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

12

لا يوجد فعاليات
13
14
15
16
17
18
19
فعاليات في أبريل

13

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

14

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

15

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

16

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

17

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

18

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

19

لا يوجد فعاليات
20
21
22
23
24
25
26
فعاليات في أبريل

20

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

21

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

22

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

23

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

24

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

25

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

26

لا يوجد فعاليات
27
28
29
30
1
2
3
فعاليات في أبريل

27

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

28

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

29

لا يوجد فعاليات
فعاليات في أبريل

30

لا يوجد فعاليات