جبرون يتناول الإصلاح الديني بالعالم الإسلامي في سيمنار المركز العربي

 استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الأربعاء 11 كانون الأول/ ديسمبر 2019، الدكتور امحمد جبرون، أستاذ التاريخ ورئيس شعبة الاجتماعيات بمركز تكوين الأساتذة بمدينة طنجة. وقد قدّم الباحث محاضرةً بعنوان “الإصلاح الديني في العالم الإسلامي خلال الفترة الحديثة: مشروع لم يكتمل”.

استهلّ الباحث المحاضرة بالإشارة إلى أنّ الحديث عن الإصلاح الديني في المجال الإسلامي، وخاصة في العالم العربي، يثير الكثير من الهواجس والمخاوف، ذلك أنّ العديد من “المؤمنين” من مستويات وفئات مختلفة يتلقون، بقدرٍ كبير من الشك والتحفظ، أيَّ دعوة إلى الإصلاح الديني في الإسلام، ويرون فيها شكلًا، أو امتدادًا، للمؤامرة الكونية على هذا الدين. لكن في مقابل هذا الموقف المتحفظ والمتردد تجاه مطلب الإصلاح الديني، أبرز الباحث وجود انخراط عملي قويّ ومتزايد للعقل الإسلامي، في مختلف أرجاء العالم، بشأن مراجعة مفهوم الإسلام ومقتضياته السياسية والثقافية والاجتماعية، وهو ما برز على نحو واضح، على الأقل، منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

ثمّ عرج الباحث إلى الاستعراض النقدي لنماذج تمثّل مختلف حساسيات الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، بخلفيات وتجارب متنوعة، قسّمها إلى أربعة محاور رئيسة، هي:

مفهوم الإصلاح الديني بين التجربتين الغربية والإسلامية

توقف الباحث في هذا المحور عند أهم عناصر الإصلاح الديني وسياقاته في أوروبا، مقارنًا إيّاه بالسياق الإسلامي الحديث والمعاصر، وذلك بهدف تحديد نقاط الالتقاء والافتراق بين التجربتين من جهة، وتقديم الإصلاح الديني الإسلامي بوصفه مفهومًا أصيلًا ومستقلًا من جهة ثانية.

مدارس الإصلاح الديني الإسلامي: التقليديون، المقلدون، التقدميون، وغيرهم

حاول الباحث التعريف بأهم مشاريع الإصلاح الديني الإسلامي، وبيان مرجعياتها المنهجية وقضاياها المركزية.

الإصلاح الديني الإسلامي: خريطة مفاهيمية، وتجارب نوعية.

عرّف الباحث بأهم الأعلام التي ظهرت في سياق تجارب الإصلاح الديني الإسلامي، والتي ما زالت آثارها وأدبياتها متداولة على نطاق واسع، متناولًا أيضًا سياقاتها، وأدبياتها المنهجية والفكرية.

جهود الإصلاح الديني الإسلامي: الحصيلة والآفاق

أولى الباحث هذا المحور عنايةً خاصة في وقفة متأنية مع المنجز الفكري الإصلاحي الإسلامي؛ من خلال علاقته بما جرى وبما يجري في الواقع، ثم من خلال النظر في آفاقه.

ختم الباحث محاضرته بتأكيد أهمية هذا الفقه في رفع الحرج عن التفكير في الإسلام، وذلك من أجل وضعٍ أفضلَ للإسلام على المستوى الإنساني، خاصة بعد الإساءات البليغة التي امتدّت إليه في السنوات العشرين الماضية بسبب ارتفاع وتيرة الإرهاب في العالم الإسلامي وغيرها من الانكسارات؛ بالنظر إلى أنّ التحديات التي تواجه المسلمين اليوم، والأسئلة التي تطرحها عليهم هذه التحديات بإلحاح، تشكّل فرصةً ومناسبة جيّدتين لتحقيق تقدُّم نوعي في درب الإصلاح الديني.

وأعقب المحاضرةَ نقاشٌ عامٌّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وجمهور الحضور.