نوقشت بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض-مراكش، أطروحة لنيل الدكتوراه في الفلسفة تحت عنوان: “البناء الحجاجي للفكر الفلسفي في الغرب الإسلامي،
أصولهُ وامتداداتهُ، ابن رشد أنموذجاً” من إعداد الطالب الباحث عبد الصمد زهور وتحت إشراف الدكتور حمادي هباد، صباح يوم الإثنين 23 ماي 2022، على الساعة التاسعة صباحا، وقد تكونت لجنة المناقشة من الأساتذة:
-التهامي ضرضاري: أستاذ للفلسفة بكلية الاداب، مراكش. رئيسا.
-هباد حمادي: أستاذ للفلسفة بكلية الاداب، مراكش. مشرفا.
-محمد البوغالي: أستاذ للفلسفة بكلية الاداب، مراكش. عضوا ومقررا.
-السيساوي يوسف: أستاذ للفلسفة بكلية الاداب، مراكش. عضوا ومقررا.
-عبد المالك بنعتو: أستاذ للفلسفة بكلية الاداب، مراكش. عضوا.
-حجاوي محمد: أستاذ للفلسفة بالكلية المتعددة التخصصات، الراشيدية. عضوا ومقررا.
افتتحت الجلسة بتقريرٍ تقدم به الطالب الباحث عبد الصمد زهور، الذي استهلهُ بكلمةٍ في حق الأستاذة الكريمة المرحومة ثريا بركان أستاذة الفلسفة بكلية الاداب بمراكش، والتي أشرفت على المراحل الاولى من هذا البحث، بعد ذلك انتقل الطالب الباحث إلى تقديم موضوع البحث الذي جاء عبارة عن بحث في نظرية الحجاج عند ابن رشد، وذلك إسهاما منه في محاولة تغطية الفراغ الذي حكم التأريخ لتطور نظريات الحجاج، وحكم التعامل مع المثن المنطقي الرشدي ومشروعه الفلسفي.
وتكمن أهمية موضوع هذه الرسالة في كونها محاولةٌ أكاديميةٌ جادة ورصينة ضمن محاولات أخرى سبقتها، لكتابة تاريخٍ للفلسفة الإسلامية بالغرب الإسلامي، فمن غير المقبول القول–يقول الباحث-بأن الفكر الفلسفي لابن رشد إستنفد إمكاناته أو أنه قُتِلَ بحثا أو أن إشكالاته أصبحت ماضوية، فالخطاب الفلسفي يبنى ذاته دائما من خلال تفاعله مع تاريخه، لذلك تبقى الأهمية دوماً للمنطقِ الذي ننطلقُ منه لمقاربة المتون الفلسفية، خصوصا إذا ما استحضرنا أن المطلوب فلسفيا ليس هو الأفكار بل تدريب العقل على التفكير.
ثم انتقل الطالب الباحث في عرضه إلى تقديم تصميم أطروحته التي جاءت في خمسة فصولٍ، تكاملت لتؤكد أن كل خطابٍ طبيعي هو خطابٌ حجاجي. وبأن فلسفة ابن رشد فلسفة حجاجيةٌ، بحيث تفيدُ مقولةُ البرهانِ درجةً من درجاتِ الشدةِ في فعل المحاججة.
وقد خلص في الأخير إلى أن رهان هذا البحث هو مراجعةُ الأطروحات التي تعتَبرُ أن الفكر الفلسفي الإسلامي عموما لم يسهم في تطور نظريات الحجاج، وأن ابن رشد فيلسوف قرطبة ومراكش -موضوع هذه الأطروحة- كانت نصوصه مجرد تكرارٍ للأصول اليونانية التي اعتمد عليها عند أرسطو وأفلاطون.